تدخل ريم على أمها - بتكتبى أية يا ماما؟ رسائل لربنا ، بتقولى أية فيها؟ دا سر ، بتوصل يا ماما. نعم. تهرول ريم ناحية والدها : بابا نفسى توصلنى المدرسة زى صاحباتى ، عبراته تسبق كلماته : إن شاء الله أخف وأوصلك ... تعيش ريم وسط كتبها ولعبها ... تمسك قلمها وتكتب رسائل مثل والدتها ... تضعها فى صندوق أسف سريرها ... أخر العام تذهب ريم إلى المدرسة تستطلع النتيجة وترجع فرحة : أمى أنا الأولى ... وتدخل فى حضن أمها التى تطبع قبلتها على وجنتها. تخرج ريم إلى حديقة المنزل وتقطف أول زهرة تفتحت وقبل أن تدخل تسمع صوت اصطدام ... تلتفت فإذا بكلب الجيران المؤذى يموت تحت عجلات السيارة.
تستأذن أمها لتذهب إلى الأستاذة وتبشرها أمها بأن قطتها ولدت قططا كثيرة فتخرج ريم وتنطلق ... الأستاذة : أهلاً يا ريم ومتشكرة على الزهرة الجميلة تعالى إلى البلكونة ، تصعد ريم على حائط البلكونة فتنزلق قدمها من الخامس إلى قسوة الأرض ... والدها إنتصب من الصدمة ووجد نفسة يمشى واتشحت الأم بالسواد . انطفأت شمعة الأسرة وغابت النسمة والبسمة ، راحت الأم تجمع حاجيات عصفورتها ، تفتح صندوق رسائلها ، الرسالة الأولى ، يارب كلب الجيران يموت ، إبتسامة مخنوقة ترتعش على شفتيها ثم تفتح الثانية ، يارب قطتنا تلد القطط الكثير ، بلهفة تختطف الرسالة الثالثة ، يارب زهور الحديقة تتفتح ، تحتضن الرسالة وتضحك باكية دموعها وتمسح غشاوة عن عينيها لتملأهما من صورة صغيرتها المبتسمة ... يسقط البرواز تخرج منه الرسالة الأخيرة ، يارب أموت وبابا يخف
بقــلــــــــــــــــــــــــــــــمعاطف العزازىنشرت بجريدة الأهرام المسائىبتاريخ 20/1/2009