[size=21]كل
ذي لب يدرك أن الله منذ بدء الخليقة خلق آدم وحواء وكلٌ له حقوق وعليه
واجبات وإن اختلفت هذه عن تلك إلا أنهما مكملان لبعضهما البعض ولم يحدث أن
تمردت حواء على مهمتها في الحمل والولادة والرضاعة وتربية الصغار أو كونها
سكن وراحة لزوجها فهذه فطرتها التي فطرها الله عليها وهذا شيء تجد فيه
راحتها وسعادتها المنشودة فقد كانا معا يخوضان غمار حياة جديدة تتسم
بالصعوبة فكون الانتقال من العيش في جنة وارفة سهل أكلها طيب ريحها إلى
ارض صلبة خشنة لابد فيها من السعي والبحث عن الطعام و الشراب ثم لابد من
بناء عش مكين يحمي من حر الصيف وبرودة الشتاء ويحمي من وحوش وأخطار مجهولة
.... وهكذا دوما هي حياة الإنسان فقد قال الله عز وجل ( لقد خلقنا الإنسان في كبد )
.إنها الحياة التي عاشها أبوالبشروأمنا يتقلبون بين تعب وشقاء وراحة
واطمئنان واقتسام الحلو والمر وهي الحياة التي عاشها أجدادنا الأقربين على
مر السنين لم يعكر صفوها إلا تلك الفتن التي تُعرض للإنسان من قِِبل
الشيطان أو نفسه أو الدنيا ولكن إلي عهد قريب لم نسمع أن المرأة اعترضت
على هذا الدور فلقد مرت البشرية بتغيرات من إرسال الرسل ومحاربتهم من قبل
الكفار والإيمان بهم ثم تدمير الكافرين وقراهم وفوز الإيمان وأهله وإعلاء
كلمة الله منذ سيدنا نوح عليه السلام وهو الأب الثاني للبشرية ( وجعلنا ذريته هم الباقين
) إلى سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ولم يتغير شيء من شكل الحياة
الاجتماعية عند الرجل والمرأة فلقد فرض على المرأة في أمور الدين ما فرض
على الرجل لأن لها نفس الأجر وهذه قمة المساواة ولم تمنع إلا مما يتعارض
مع فطرتها وتكوينها البدني وما يعرضها للفتن فلم يفرض عليها الجهاد لأن في
دخول المرأة ميادين القتال تعريضا لها للأسر وهذا يتنافى مع ما أمرت به
الشريعة من صون لعفتها ولكن إذا رغبت فيه فأباح لها الذهاب ولها الأجر
والثواب مثل الرجل، لم يفرض عليها الصلاة في المساجد ولكنها لم تمنع من
الذهاب إليها ولكني أتساءل ماذا لو أن هذه الأمور فرضت علينا نحن معشر
النساء افتكون المرأة حاملا وتذهب إلى الجهاد وهي التي حملته وهنا على وهن
فالله اختار لنا الراحة ونحن نبحث عن الشقاء والتعب فالرجل يتعامل مع
الصخر والحديد والخشب والمرأة موكلة بالإنسان فبإمكانك أن تخرجي الصالح
والطالح ،الشجاع والجبان فأي مهمة تلك – تركت كل هذا الأمر الجلل واستمعتي
إلى مهاترات شيطانية لو تفكرت بها قليلا لعرفت إنها لا تريد بك إلا الهلاك
والإهلاك أصبحت ترددين خلف كل ناعق يقول بحرية المرأة ومساواتها بالرجل
وأنها مظلومة وحبيسة لأفكار رجعية وإني أتساءل هل كانت المرأة على مدار
هذه السنين مقهورة مغلوبة على أمرها ؟ مع إننا على مر العصور نجد نماذج من
النساء غيرن وجه التاريخ وحكمن دولا وشعوبا ولم نجد الكثير أو القليل في
عصر الحرية الذي يقولون عنه ظهرت فيه من هي مثل كليوباترا أو شجرة الدر ..
فاعرفي ماذا يراد بك ومنك . فالمرأة في كل مراحل حياتها مسؤلة من والدها
أو أخوها أو عمها أو خالها وإذ لم يوجد أي منهم فولي أمر المسلمين يتولى
شأنها ولذلك كان ميراثها أقل من الرجل لأنها تقريبا لا تنفق منه شيء أذا
سارت الرعاية والولاية كما قال الله ورسوله وأعلمي أن المرأة الأوروبية
إذا تناولت الغذاء مع زوجها خارج البيت فكل واحد يدفع ثمن ما أكل من ماله
الخاص فلنحمد الله على جزيل نعمه . فها هي الحضارة الغربية الحديثة التي
تفخر كثير من نساءنا بالانتماء إليها قد حولت المرأة لمجرد شيء فارغ لا
تكون اهتماماتها إلا بملابسها وأدوات زينتها وأحذيتها ... فهل ترضى ذات
عقل أن تكون هذه أسمى أمانيها ومنهاج حياتها ودربها الذي تعيش من أجله
فكما انه يوجد رجال صالحين لتولي وإدارة شؤون الحكم وآخرين لا يستطيعون
ولو حاولوا لأصابهم الفشل والإخفاق لأن صفات الحاكم الفسيولوجية لا تتوفر
في كل الناس ولان الناس لا تحتاج إلا لحاكم واحد يسير أمورها بتيسير من
الله وعونه ولكن من يدير البيت إن اعتزلت المرأة هذه المهمة ومن يربي
الأطفال الا تفخرين أن كل امرأة ملكة وحاكمة ومطاعة وليس كل الرجال كذلك
فالبيت هو مملكتك التي تديرينها تحبين من فيه ويحبونك بلا نفاق ولا رياء
أو تملق فهل وجدت ملك حباه الله بمثل هذا واعلمي أن هذه النداءات لم تظهر
إلا بعد ظهور الإسلام وشرائعه التي وضعت النقاط على الحروف بالنسبة للمرأة
حقوقها وواجباتها وزيها الشرعي الذي يرضاه الله إلى أن تقوم الساعة , من
هنا بدأ أعداء الدين يبحثون من أين يدخلون للعبث بهذا الدين فحاولوا في
القران فكان الله خير حافظا وحاولوا في السنة فسخر الله لها من يحميها
فكان البخاري ومسلم وأئمة الحديث ... فهل تكوني أنت أوهى منطقة في هذا
الجدار الصلب فجاءوا يحفرون من خلالك فتركتي بيتك وخلعتي حجابك بدعوى
التحرر والتمدن فأي تحرر في ذلك ؟ أفلا تتدبرين أفلا تعقلين ؟ لا أنكر أن
هذه الدعوة استهوت الكثير في بداية حياتهن ولكن بقليل من التفكير والعودة
على الله سوف تدركين انه ليس هناك ثمة ارتباط بين التحرر في الفكر والتحرر
في الملبس ولو كان التحضر بالعري لكانت القردة والماعز في أوج تقدمها
ولكنهم أرادوها فتنة شعواء مرجفة فارادوكي زينة ومتاعا للرجل واقرئي أن
شئت قصص التائبات ليس هنا ولكن في بلاد الغرب وكيف تعامل المرأة في ظل هذا
التحرر والانطلاق اقرئي كيف يستهان بجسد المرأة ويستخدمونه استخداما يلغي
إنسانيتها وكرامتها وأي مساواة تلك التي يطالبون بها والله قال ( وليس
الذكر كالأنثى ) وهل ترضين أن امرأة خرقاء تطالب أن المرأة ينبغي أن يكون
لها أكثر من رجل في وقت واحد أيسرك هذا أيتها العفيفة الطاهرة أترضين هذا
لنفسك فتكوني سواء مثل الساقطات والغواني يا من تسمعين وترددين بلا وعي
وإدراك افهمي وتعقلي وابحثي عن الحق في دين الله وستجدين الخير كله
والأمان والكرامة ويا من تتكشفين ماذا جنيت من تلك النظرات التي تحصدينها
من عيون الجائعين ؟ هل امتلأتِ إعجابا واحتراما لنفسك وماذا بعد أن يخط
الشيب في عارضيك وينحني ظهرك كيف ستفعلين وقد قذفوا بك في سلة المهملات
فلم تعدي تنفعي جند لهم وقد أضعتي عمرك تسمعين لهم وتطبقين أوامرهم ونسيتي
أنك للموت تنتظرين وفي القبر ستوضعين ومن الملكين ستسألين فكيف تجيبين
وماذا تقولين يا من ضيعتي الأمانة وأين هم الذين حرموك من أن تكوني ملكة
متوجة,,,,,, فلمن تتركين المملكة؟؟؟!!!!
[/size]