هذا سبب فشلي

الأوسمة : المهنة : 64 Points : 37 14/10/2008

هل جلست يوماً مع فاشل ثرثار؟
أو جمعتك ظروف عابرة بمحبط متهور؟

لا شك أنك صادفته في أحد محطاتك المتكررة ، إما باختيارك أو ظروف العمل و رفقة السفر
هي من ارغمتك على مجالسته

هؤلاء الذين لا يتوقفون عن تمجيد قدراتهم الجبارة التي لا وجود لها على الأرض
فيلصقون فشلهم و إحباطهم بمحيطهم الذي لم يفهم عبقريتهم الخارقة
أو مجتمعهم المتخلف الذي و قف حجرة عثرة في و جه إبراز مواهبهم التي تسكن مخيلتهم و حدهم
فتجود ثرثرتهم بكل ما تتوقعه فراستك و ما لا يخطر على بالك
فتجدهم كثيرو اللعن و الاسهزاء و لوم الغير :

الأتوبيس الذي فاته ذات صباح كان سبب طرده من العمل و الأصل
( أنه هو من تأخر عن موعد انطلاقه )
لا ...لا.. أمه و أخته، هما من ضيع له فرصة النجاح لأنهما لم يوقظاه من النوم في الوقت المناسب
إذن المسؤولية ملقاة على عاتق الأم و الأخت أما هو فمنها براء ثم يتأوه بعد تفكير جد قصير،
ليستدرك سخافته :

في الحقيقة ليست أمي و لا أختي و لكنه بائع "الحليب " الذي تأخر عن موعده ذات فرصة
فلم أتناول فطوري و فقدت التركيز في امتحان توظيف، حيث تساقطت المعلومات من ذاكرتي
ليضيع مني منصب عمل محقق

الإسكافي الذي لم يصلح حذاءه الانجليزي البراق كان السبب في عدم ذهابه الى الامتحان
و بالأمس قضى يومه ساخطاً على ابن الجيران صاحب الثلاث أشهر لأنه حرمه متعة النوم ببكائه طول الليل
لذلك تأخر عن فرصة أخرى كانت ستجمعه بشخص مهم يملك سفينة نوح

بقي له أن يتهم إمام المسجد الذي دعا الله أن يغيثنا ، فنزل المطر وابتل قميصه ، أن يكون قد
أفقد أعصابه فرسب في الامتحان

نسخر من الشرطي الذي يعمل بجد من أجل تنظيم المرور و ننسى أننا أول من نحترم ارشاداته
نسب الشاويش في داخلنا لأنه أخبرنا أن المدير في اجتماع ، و ننسى أنه يأتمر بأمر المدير و ليس له خيار
نستهين بمهمة موظف الوثائق الادارية ، و ننسى ان المرور عليه يعتبر أهم محطة قبل الاستمرار
في رحلتنا للحصول على وثائق رسمية أخرى ..

نسب التعليم و المدرسين و ننسى أن ما توصل اليه الانسان من رُقِـيٍّ و تقدم سببه العلم و التعلم
كثيرة هي التصرفات التي نمارسها ولا ندري أننا غير منصفين في تقديرنا للامور
ماذا فعلنا نحن حتى ننصب أنفسنا قضاة على كل الناس؟ فنظل طول اليوم نصدر الأحكام ؟
و هي في الأصل سخافات مملة و تكريس للاستهتار و السلبية

أليس جدير بنا أن نعمل شيئاً مفيداً لهذا العالم ، و نؤسس لشيء ينفعنا في حاضرنا و غدنا؟
أم نظل نبكي الأطلال ، و نُـقَيِّمَ أعمال العاملين، و نسب الشمس التي لم تشرق بالأمس ، لِمَا لم تشرق؟
حتى و إن أشرقت فلن ترضي قلوبنا البئيسة و المريضة بحب الثرثرة ! و نتمنى مرة أخرى لو تختفي
لأننا نحب اجترار الكلام فقط من اجل الكلام

بالنهاية أختتم بقوله تعالى في سورة النجم:

"وأن ليس للإنسان إلا ما سعي وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى "

--------------------

إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي