امة فقدت اعز ماتملك

أمة فقدت أعز ما تملك

- كنا في الماضي نتعامل بالخلق فلما ذهب أصبحنا نتعامل بالحياء فلما انكشف تعاملنا بالشهامة فلما نفذت تعاملنا بالعرف فلما قل احترامنا تعاملنا بالمصالح والعقل

وهذا هو الحال أمة فقدت أعز ما تملك , أعزنا الله منذ أن دخلنا تحت قوله يا عبادي ; فقال تعالى :

(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ [المنافقون : 8]

- ظواهر بدأت تطرأ وتستحدث لم أسمع بها من قبل ظاهرة التخلف والتغييب المتعمد فأنظر معي كيف كنا وكيف أصبحنا

قرأت كتابا كان يصدر سنويا عن الأزهر يجمع الفتاوى التي أصدرها في كل عام

كانت الأسئلة في السابق من هذه النوعية ( هل يجوز صعود القمر , هل تعتبر مصروفاتي على أحد طالبي العلم من الصدقات , هل يجوز التبرع بالأعضاء , ... )

وأصبحنا نستفتي في هذه الأمور ( هل يجوز الصلاة بالبنطلون للمرأة , غير محجبة وأصلي هل تقبل , زوجي بخيل هل يجوز ..... )

كان ما يشغل عقول البشر في السابق هو إعمار الأرض والتقدم وأصبحنا لا نجد شيئا نفعله إلا ان نتصل ونستفتي في أصغر الأمور وكأننا نتعامل مع رب العزة بالمسطرة والقلمِ

يشغل العالم الآن أزمات اقتصادية طاحنة وكيفية عبور هذه الأزمة وعلى الصعيد العلمي تجربة الانفجار الكوني العظيم التي اشترك فيها أكثر من 600 عالم للطبيعة والكيمياء لتوليد درجة حرارة تصل إلى مائة ضعف حرارة باطن الشمس التي تقدر بحوالي 6000 د.م وكانت هناك مخاوف من حدوث كارثة على سطح الأرض ... ونحن لا نفكر إلا في حال الإخوان المسلمين و نتسارع على رئاسة اتحاد الطلاب و نتابع الأهلي وتفوقه وإدارة الزمالك و مطربين الجيل و ... و .. و .

بأي عقل من العقول نفكر ذهب العقل المفكر .

وأختتم بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام , فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ...

اللهم أرزقني صدق وأمانة وخلق وحكمة سيدي محمد وكرم و وفاء أبي بكر و عدل وقوة عمر وجمال وعفة يوسف

أستغفر الله العظيم وأتوب إليه