الفصل الثامن
المسـتشـفـى
تعمل الممرضات فى المستشفى ثلاث ورديات: وردية الصباح، وبعد الظهر ووردية الليل … كانت الممرضة هدى تنتهى من وردية الليل عندما وصلت الممرضة منى إلي المستشفى لتبدأ وردية الصباح … كانت الممرضة هدى تبدو متعبة. تساءلت الممرضة منى J "كيف حال أيمن حسن؟؟"
قالت الممرضة هدىJ "هو لا يزال فى العناية المركزة … توقف تنفسه فى حوالى الساعة الواحدة مساءاً … ونحافظ علية حياً على جهاز التنفس الصناعى."
J "هل وصلت النباتات؟؟"
J "أجل، وكان هناك عاصفة … لقد تحطمت سيارتان وسقط ست رجال أسفل الوادى … ونجحت وفاء سلطان أن تحضر النبات … والرجال على ما يرام … عمل بعض الأطباء بعض الأدوية من النبات، وأعطوها لأيمن فى حوالى منتصف الليل."
J "هل ساعده الدواء؟؟"
J "هذا الكلام سابق القول."
حينئذٍ دخلت إلى الحجرة ممرضة أخرى وقالتJ "أخبار عظيمة !! يتنفس أيمن طبيعياً مرة ثانية … وسوف يكون على ما يرام!!"
قالت الممرضة هدىJ "هذا رائع!!"
تساءلت الممرضة منىJ "هل عرفت عائلته هذا الخبر ؟؟"
J "أجل، كلهم موجودون هناك معه … وسيكونون هناك عندما يستيقظ."
استيقظ أيمن بعد ساعات قليلة … كان والديه وأخوه وشقيقتيه جميعاً كانوا هناك … وانتشر الخبر فى أنحاء المستشفى مثل النار. وفيما بعد فى الصباح شعر أنه أصبح معافى ليقوم بجولة فى القسم، وبعد الظهر أراد أن يخرج … كان للمستشفى شرفة فى السطح حيث يستطيع المرضى أن يجلسوا ويستمتعوا بالهواء المنعش … ذهب أيمن وأسرته إلى هناك … ولأن كان أيمن لا يزال ضعيفا، أمسك شقيقه محمد بذراعه وهو يسير. كانت شرفة السطح فوق المكان الذى تصل فيه سيارات الإسعاف، وذكرته باليوم السابق، وتساءل
J "هل وجدوا أنثى العنكبوت؟؟"
قال والدهJ "ليس بعد، انهم يبحثون عنها الآن … يظنون إنها ماتت ولكن قد لا تزال على قيد الحياة … ولذا يجب أن يستمروا فى البحث عنها."
قالت والدتهJ "ولكن مغامرتك انتهت والحمد لله!!"
قالت لمياء J "الكل يتحدثون عنك!!"
قال محمد J "كانت صورتك فى الجريدة أيضاً والتليفزيون. قالت الجريدة أنك أنقذت مئات من الأرواح … وقالت أنها قد يكون هناك آلاف العناكب القاتلة فى الحوامدية الآن، إذا لم تكن قد حذرت الشرطة."
قالت نجاةJ "قال البروفيسور مالكولم أنك أنقذت العالم من العناكب."
ضحك أيمن وقال J "ينفعل البروفيسور بسهولة جداً"
قالت والدته J "يقول البروفيسور مالكولم أنك تستطيع أن تذهب وتدرس فى جامعة اكسفورد مجاناً إذا أردت."
أضاف والدهJ "لست فى حاجة أن تقلق بشأن الحصول على وظيفة حسنة، قال العم وليد أن كل أصحاب الأعمال يريدون رجلاً مثلك."
قال أيمن J "أشعر أنني شخص جديد … له مستقبل جديد!!"
اقترحت لمياء J "دعونا نأخذ صورة عائلية بآلة التصوير الخاصة بك."
كانت آلة التصوير هدية كريمة من البروفيسور … فقد كان سعيداً جداً لأنه أكتشف نوعاً جديداً من العناكب. وأعطى أيمن آله التصوير شكراً له. كانت آلة حسنة ومعها مقداراً كبيراً من المتعلقات محفوظة فى حقيبة ألمونيوم غالية. أخرج أيمن آلة التصوير ووضع الحقيبة على الأرض … وبينما كان يفعل هذا تساءل J "هل يعرف أحد ماذا سيحدث للعناكب فى الصحراء؟؟"
قالت لمياء J "لا أظن أنه يجب أن نقتلها … فهى تؤذى الناس لأن الناس أزعجتهم … فإذا لم يذهب أى شخص هناك، سوف لا تؤذى أى شخص."
قال محمد J "ولكنه موقع أثرى هام … ولهذا يريد علماء الآثار أن يكونوا هناك … وأيضاً السياح."
قال أيمن J "أظن أن العلم سيجد حلاً … وحتى هذا الوقت أتفق على أننا يجب ألا نؤذى العناكب."
وحينئذٍ رأى شيئاً ما يتحرك بالقرب من كتف لمياء … كانت جالسة أمام حائط … كان العنكبوت الأسود فى أصفر على الحائط على بعد سنتيمترات من رأسها … كانت الأنثى القاتلة ذات السبع أرجل التى كان الجميع يبحث عنها. أفكار كثيرة دارت فى عقل أيمن … كيف أتى العنكبوت إلى هنا؟؟ لابد أنها هربت فى سيارة الإسعاف التى أحضرته هنا … ماذا يحدث إذا لدغت شقيقته؟؟ سوف تموت!! نبات الإشناسيا نجرا سوف لا يساعد ضد لدغة الأنثى … هل يخبرها أن تتحرك؟؟ كلا … يجب أن تظل ساكنة … إذا تحركت … سوف تلدغها العنكبوت … ماذا يستطيع أن يفعل؟ ما الأسلحة التى لديه؟
كان مع أيمن آله التصوير فى يده … رفع آلة التصوير ببطء … وتحرك تجاه شقيقته الصغرى وقال J "لا تتحركى يا لمياء … أريد أن ألتقط لك صورة."
تحرك اكثر قرباً منها وقال J "لا تتحركى" كان بالقرب من العنكبوت. ضغط على زرار فى آلة التصوير … برق ضوء الفلاش وأصاب العنكبوت بالعمى لمدة ثانية … ضرب أيمن العنكبوت بيده بشدة ليوقعه فى الصندوق الألمونيوم الذى أغلقه بسرعة.
صرخت لمياء … هرعت والدتها نحوها … ثم اخذ الجميع فى تهنئة أيمن … ولكن توقفت التهانى فجأة … فعلى وجه كل واحد نظرة رعب … كان أيمن ينظر إلى يده … كان على يده علامات لونها أحمر لامع حيث لدغته أنثى العنكبوت المميتة. كان أيما ضعيفاً بالفعل … فالصدمة والرعب كانا أكبر بالنسبة له … أغمض عيناه وسقط على الأرض.
وبعد ساعات كثيرة سمع ايمن شخصاً ما يتحدث … سمع إسمه … كان الشخص يتحدث عنه … فتح عينيه … كان الضوء ساطعاً جداً … إستطاع أن يرى الناس … كان الصوت لا يزال يتحدث … نظر فى إتجاه الصوت … ورأى وجهه … كان ينظر إلى شاشة التليفزيون … صورة وجهه كانت على الشاشة … ثم شاهد وجه الوزير … كان صوت مذيع الأخبار يقول J "يصف الوزير أيمن حسن بأنه شاب شجاع مستعد أن يبذل حياته لإنقاذ الآخرين"
قال الوزير أيضاً J "نستطيع فقط أن نخمن كم آلاف من الناس قد يموتون لولا ذكاء وشجاعة هذا الشاب."
استطرد صوت المحرر J "ولكن هذه الليلة … الناس فى أنحاء مصر ليسوا فقط يمدحون أيمن … ولكنهم أيضاً يحتفلون … يحتفلون لأن أيمن لازال على قيد الحياة!! لكى نكشف لماذا أنثى العنكبوت المميتة لم تقتله … سألت دكتور صلاح فى المستشفى حيث يوجد أيمن الآن."
إستدار مذيع الأخبار إلى الدكتور بجانبه J "دكتور صلاح … لقد توقعت أن يموت أيمن من لدغة أنثى العنكبوت، أليس كذلك؟
J "أجل، توقعنا ذلك … فلدغة الأنثى خطيرة جداً جداً … وليس لدينا دواء لها."
J "إذاً … لماذا لم يمت؟؟"
J "حسناً، عندما يدخل السم جسم شخص أو حيوان … يبدأ الجسم بإفراز مضاد للسم لمقاومة السم … وهذا ما حدث عندما لُدِغَ أيمن فى المرة الأولى … أنتج جسمه مقداراً كبيراً من مضاد السم … وعندما لُدِغَ فى المرة الثانية … كان لها تأثير بسيط عليه!! ونتوقع الآن أن يستيقظ أيمن سريعاً جداً!!"
قال مذيع الأخبار J "أشكرك يا دكتور صلاح … وشكر خاص جداً لأيمن حسن … أكثر شاب محبوب فى مصر اليوم!!"