المستر مسئول تطوير المنتدى
الأوسمة : المهنة : المزاج : 1445 Points : 2906 30/09/2008
| موضوع: كيف تقاوم المرض؟ الخميس أكتوبر 30, 2008 3:53 am | |
| بقلم : د. محمد الحسانين
المرض في اغلب الاحيان يحدث نتيجة اهمال احتياجات اجسامنا, ولقد عبر ابقراط عن هذه الحقيقة في القرن الثاني قبل الميلاد بقوله: كل مرض ليس إلا نتيجة لعاداتنا المضطربة.
لذلك نجد ان الشفاء مرهون إلي حد كبير بتغيير العادات التي تسببت في المرض, وهناك وسائل بسيطة وفعالة لمقاومة الامراض, بل قل مجانية أو قليلة التكاليف, تسمح بتنشيط الخلايا والمواد الحية الموجودة في اجسامنا, وتفي باحتياجاتها الاساسية, من الراحة والغذاء المتوازن, والبعد عن مصادر التلوث والازعاج, والضغوط النفسية والعصبية, وذلك بهدف الشعور بالارتياح.
ولنضرب بعض الامثلة علي كيفية صيانة الاعضاء.. فالقلب يدق ستة وثلاثين مليون دقة في السنة, ويضخ ثلاثة ملايين لتر من الدم في أكثر من مائة ألف كيلو متر من الأوعية الدموية كل عام, وتستحق هذه المضخة المعجزة منا الصيانة, فلانقسوا عليها بكثرة الانفعال, ولا نؤذيها بالتدخين والكحوليات, ونتركها فريسة لنهش القلق والتوتر, واذا اختل نظام التغذية, ترهق عضلة القلب, واذا توقف الشخص عن ممارسة الرياضة تتلف الشرايين.
أما الرئة فتضم650 مليون حويصلة صغيرة, تسمح بدخول الاكسجين وخروج ثاني أكسيد الكربون, وتحتاج مجهود للعناية بها, والبعد عن مصادر التلوث, والاقلاع فورا عن التدخين.
ان كمية الدم في جسم الانسان خمسة لترات, ويحتوي السنتيمتر المكعب منه علي نحو ستة ملايين خلية.. في كل ثانية تموت مليونا خلية, تاركة المجال لمليوني خلية جديدة تؤدي وظيفتها علي أكمل وجه, والتغذية السلمية تساعد علي تجدد خلايا الدم, وتمنع حدوث الانيميا, ولكي يظل الدم نظيفا, علينا وقايته من شر التعرض للاصابة بالميكروبات والفيروسات.
والمخ بتعقيده المبهر, برغم وزنه الضئيل بالنسبة للجسم, يحتوي علي13 بليون خلية عصبية, اي أكثر من ضعف عدد سكان الأرض ولتدبير كل معلومة خارجة وداخلة, تستعين هذه الخلايا ببلايين الجزيئات من البروتين لكي يتمكن الانسان من تسجيل معلوماته في الذاكرة, ويحافظ علي كفاءة الذهن والادراك والخيال, وللحفاظ علي كفاءة هذا العقل, علينا بالبعد عن المنبهات والمخدرات, ونقي هذا العقل المتميز شر القلق والتوتر والعصبية والانفعال.
والاصابة بالفيروسات الكبدية تدمر الكبد, وكذلك تفعل المبيدات والهرمونات ومخصبات التربة.. ويتليف الكبد في النهاية, ويصاب الشخص بالفشل الكبدي, وصيانة الكبد في مجملها تقوم علي الوقاية وتعديل السلوكيات الخاطئة, وتعتمد علي يقظة ضمائر من يقومون علي التعقيم في المجال الطبي, للوقاية من فيروسات الكبد خاصة الفيروس سي والفيروس بي.. وضمير المزارعين والتجار, الذين من واجبهم تقديم اغذية صحية خالية من الملوثات البيولوجية والكيميائية, هذا إلي جانب تفعيل الدور المهم الذي تقوم به الجهات الرقابية المختلفة.
والكلي تظل صامدة ولاترتفع وظائفها إلا بعد ان يتم تدمير نصف عدد الوحدات العاملة بها.. وسلامة كفاءة الكلي تعتمد علي شرب كوب ماء نظيف.. والعودة إلي الحفاظ علي نظافة نهر النيل, الذي كان يقدسه قدماء المصريين وكانوا يحرمون إلقاء النفايات والحيوانات النافقة فيه.. وهذا هو الحل الأمثل والمدخل الصحي الآمن للحفاظ علي كلي وصحة المصريين.
فاذا قدرنا واحترمنا احتياجات الجسم الحقيقية.. نعيش موفوري الصحة والعافية.. اما اذا سرنا عكس اجسامنا, واهملنا ما تحتاجه.. كان المرض هو النتيجة.
ويجب ان يربي الناس علي مفهوم الصحة الشمولية, والطب الوقائي.. لان فاتورة العلاج مكلفة فاذا علمنا ان أوروبا وحدها تنفق أكثر من عشرين بليون يورو علي الادوية وعلاج الامراض.. وان قيمة هذا الانفاق لمدة ثلاث سنوات, تكفي لجعل معيشة الدول النامية في مستوي الدول المتقدمة لراجعنا انفسنا كثيرا. | |
|