حلوة ؟ علي وزن ياعم يابتاع الحنطور يامحنطر؟ علي الرغم من قناعتي الراسخة بأن كل مايحدث هو مجرد فشنك ؟ ومنذ أن وطأت أقدامه أرض مصر وبعد عودة نهائية له لأرض الوطن الغالي ، ووعد منه بالتغيير الكامل للأوضاع المخزية والمغلوطة والمقلوبة في مصر ، سواء فيما يخص الدستور ( المحرف ) والغير دستوري أو الحكم الديكتاتوري حتي الممات أو حتي التوريث وكأننا أغنام ومتاع يورث ؟ وبدأت الأحلام الوردية والمخملية التي تنسج حول شخص الرجل تداعب العقول الحائرة والقلوب المتعبة وبدأت الأقلام تكتب وتحلم بين أنامل الكتاب بأن رياح التغيير قادمة لامحالة علي يد هذا الرجل السوبرمان ؟ وظهرت جمعية التغيير وحملة دق الأبواب ؟ وأنضم له كوكبة من المشاهير ومن أخلص وأشرف وأنظف رجالات الأعلام والأدب والعمل السياسي في مصر ؟
وعلي الرغم من قناعتي ( داخلياً ) بأن الدكتور البرادعي لايملك أياً من معطيات التغيير ولا مقوماته سواء فيما يخص مقوماته الشخصية أو ثقله الدولي الحقيقي وفيما يتعلق بتغيير دولة ونظام وشعب ميت فطيس ، إلا أنني كنت أيضاً ومع ذلك من أوائل من أنضم إلي جمعيته ؟! والحصول علي رقم عضوية وحتي ولو كانت وسيلتي لذلك بالبريد الألكتروني ؟ وقد سبق ومنذ أن وطأت أقدام الرجل أرض مطار القاهرة أن كتبت مقالاً مفاده أن الدكتور البرادعي لن يستطيع شيئاً أمام طواغيت مستقتلة علي كراسي الحكم وحتي أقرب الأجلين وهما الموت أو الموت ؟ وأن البرادعي لايملك عصا موسي للتغيير ؟ وأن البرادعي أو غير البرادعي لايملك من أمر التغيير في هذه الدولة المحكومة بالحديد والنار والتتار شيئاً ؟ ومع ذلك أخذ الحلم الجامح وتملك مخيلات جميع من ساندوا الرجل بكل جدية ورجولة وهم يعرفون أنهم يضعون مستقبلهم السياسي والأدبي رهن الخطورة الداهمة وأعتماداً منهم علي أن الرجل يحتل مكانة عالمية وله ثقل أو دعم خاص من جهة ما ومن نوع ما خاص أو حتي من جهات دولية عدة ؟!
ولعل أنا العبد الضعيف والفقير لله كنت أعلم ومن الوهلة الأولي أن البرادعي قط رومي أو سيامي أليف؟ ومن ثم لايصلح وبكافة المقاييس أن يقاتل ضباع وليس حتي قطط بلدي متربية علي أكوام الزبالة؟ هذا هو علي الأقل أنطباعي عن الرجل وشخصه وحتي تاريخه ؟ وبالفعل تم إسكات وإخراص الرجل بطريقة أو بأخري ؟ ووضح ذلك جلياً في تصريحه مؤخراً علي أنه لن يرشح نفسه للرئاسة ؟ طيب ياعم الحاج محمد ما أحنا عارفين ده مقدماً ؟ وصاحب ذلك إخراص وأخراج الشاعر عبد الرحمن يوسف بعد إخضاعه للرقابة والتنصت حسبما نشر بوسائل الأعلام ، ويبدوا أنهم وضعوا رقبته تحت سكين ما ؟ فانسحب الرجل من الجمعية آثراً السلامة دون الندامة؟ وأيضاً نجحوا في إصطياد الأستاذ / حمدي قنديل وجرجرته إلي محاكمة بتهمة ملفقة مغزاها سب وقذف أحمد أبو الغيط وزير الخارجية ، ومطالبته بتعويض بقيمة 20 مليون جنيه ؟ مع أن دية القتل في الأسلام لاتزيد عن 100 ألف جنيه ؟ ونحن هنا بصدد جنحة مفتراة ولو حتي جاءت تحت عنوان ومسمي سب وقذف ؟ ولسنا بصدد جناية قتل لاقدر الله ؟! المهم تم تفكيك التحالف الأسترتيجي من مؤيدي الرجل ؟ والأهم هو صدق حدسي ونظرتي للرجل ؟ بل أنني وبالله غير شامت فيه ولا لائم له أو لغيره من سادة فكر التغيير نحو الأفضل ، ولكنني المؤمن بعدم صلاحية القول " يا برادعي اذهب أنت وربك فقاتلا وإنا هاهنا لقاعدون "
فلا البرادعي ولا ألف برادعي ولا ألف جمعية للتغيير يستطيعون فعل أي شيء بدون زخم شعبي جارف وإرادة جماهيرية راسخة وشعب حر وواع ومستعد أن يدفع الثمن الباهظ من أرواحه ودماؤه لكي يحصد ثمار التغيير والكرامة والشرف والديمقراطية ؟ لذلك فأنا لاأستغرب ولا أتعجب من غياب البرادعي عن الحادث والجاري حالياً بالمشهد السياسي المخزي من تزوير مخزي وفاضح لأنتخابات مجلس الشعب ؟ جعلت القضاء الإداري ينوح ويضرب بالصوت الحياني بعدم جدواها ولا يعبره أحد وكأن القضاء يؤذن في مالطا؟! لذلك فإذا غاب رأي وصوت وحضور الرجل ونحن بصدد أنتخابات برلمانية هشة ومزورة وباهتة ؟ فكيف سيكون حاله وقت أن تحين الأنتخابات الرئاسية ؟ هل تراه سيختبأ تحت الكراسي ويغيب عن المشهد السياسي كاملاً ؟ أم سيقرر الرحيل نهائياً عن مصر وشعب المومياءات المصرية الأحياء المحنطة ؟
____________________