دراسة للمركز القومي للبحوثأكثر من 35 % من "الصعايدة" يعيشون تحت خط الفقرو12% منهم يعيشون تحت خط الفقر المدقع كشفت دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية عن الأوضاع الاجتماعية بمحافظات الصعيد، أن 48% من المواطنين في الصعيد يعانون من البطالة، وأن 35.3% يعيشون تحت خط الفقر، منهم 12.2 تحت خط الفقر المدقع، فيما يعاني 10.5% منهم من انخفاض الأجور، و35.8 % من ارتفاع الأسعار.
وأوضحت الدراسة أن الصعيد يعاني فقرا مدقعا مع اختلاف في نسبة الفقر من محافظة لأخرى، إذ يبلغ متوسط نصيب الفرد بالصعيد من الناتج المحلي بالجنيه بلغ 5012، بينما يصل بباقي المحافظات إلى 5537 جنيها.
وذكرت الدراسة أن الدولة لم تهتم بالصعيد إلا عندما أصبحت مصدرًا للصداع الأكبر في رأس الحكومة مع نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، لكن اهتمامها كان عن طريق حبة الأسبرين المسكنة، حيث ظلت نسبة ارتكاب الجرائم بالصعيد هي الأعلى في مصر، مقارنة بالمحافظات الأخرى.
وبلغ معدل جرائم القتل العمد والضرب المفضي إلى الموت وهتك العرض والضرب الذي يحدث عاهة، بالإضافة إلى جرائم السرقة والحرق العمد 44.2 % في محافظات الصعيد خلال عام 2008.
وأظهرت دراسة شملت الفترة ما بين 2002 إلى 2008 أن نسبة الجنايات في الصعيد بدأت مرتفعة بنسبة 45.4%، وانخفضت بعد ذلك لتصل إلى 37.4 في عام 2004، لكن عاودت الارتفاع عام 2006 لتصل إلى 42.5 من إجمالي الجنايات في مصر كلها.
وكانت الملاحظة هي انفراد جرائم القتل بالمركز الأول في أكثر الجرائم التي تمارس في الصعيد 59% من إجمالي جرائم القتل في مصر، ويعود ذلك إلى جرائم الثأر، حيث بلغت نسبتها بالصعيد 89.7% من إجمالي جرائم الثأر في مصر عام 2006.
وبلغ عدد جرائم الثأر في الصعيد 337 قضية خلال الفترة من 2004 إلى 2008، وتحتل محافظة أسيوط المرتبة الأولى في جرائم الثأر، بنسبة بلغت 59.6%، واحتلت المقدمة في القتل العمد بنسبة بلغت 35.1%
وتشير الدراسة إلى أنه مع تزايد العنف في المجتمع الأسيوطي، غير أنها حلت ثانية في جرائم المخدرات عام 2007 بعدد 1006 قضية تسبقها المنيا بعدد 1058.
ويعد الأفيون هو أكثر نباتات المخدرات التي يتم زراعتها بالصعيد، حيث أن أكثر من ثلث قضايا الأفيون جاءت من أسيوط وسوهاج وقنا وهم الأعلى بين المحافظات من حيث زراعة الأفيون، لكن ما حدث في 2004 جعل أسيوط وحدها على القمة في تجارة المخدرات في الصعيد حيث كانت كمية المخدرات التي ضبطت في النخيلة ونجع عبد الرسول، يوازي ما ضبط في سنوات كاملة.
وعزت الدراسة حدوث تطور في جرائم القتل العمد في الصعيد إلى جغرافية المكان التي تزيد من القسوة، حيث يرتبط ذلك بالطبيعة الجغرافيا القاسية والمناخ الحار، إذ تزداد معدلات جرائم القتل العمد بصورة أكبر في المناطق الحارة، بينما تزداد جرائم الأموال بالمناطق الباردة.